مصر ترفض استقبال ممثلي "حماس" قبل التوقيع على ورقة المصالحة

عمر سليمان وخالد مشعل



وصل التوتر بين حركة "حماس" والقاهرة في الآونة الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق، وذلك بعد أن رفضت مصر استقبال أي مسؤول في "حماس" إلا إذا أراد توقيع ورقة المصالحة التي أعدتها القاهرة ووقعتها حركة "فتح" يوم الخميس الماضي.
وقال مصدر فلسطيني مطلع لـصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ان مصر ترفض استقبال أي وفد يمثل حركة "حماس" إذا كان الهدف من الزيارة غير التوقيع على ورقة المصالحة التي أعدتها القاهرة ووقعت عليها حركة "فتح". وأشار المصدر إلى أن قيادات في "حماس" توجهت بالفعل إلى المصريين مطالبة بتحديد موعد للقاء الوزير عمر سليمان وزير الاستخبارات المصرية للنقاش حول تحفظات الحركة بشأن الورقة المصرية، فجاء الرد المصري حازما وقاطعا بأنه يتوجب على "حماس" التوقيع على الورقة المصرية، وبعد ذلك يتم التباحث في ملاحظاتها عليها. وأشار المصدر إلى أنه يتبين من خلال الرد المصري أن التوتر بين الحركة والقاهرة وصل إلى مستوى كبير.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق قد صرح لقناة "الأقصى" الفضائية التابعة لـ "حماس" الليلة قبل الماضية أن حركته تنتظر الدعوة المصرية للتوجه إلى القاهرة. من ناحية ثانية طالبت لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية الفصائل الفلسطينية بالتوقيع "الفوري على ورقة المصالحة كقاعدة في إطار استمرار بذل الجهود لإنهاء الملفات العالقة". وقالت اللجنة في بيان تلقت "الشرق الأوسط " نسخة منه أمس: "ان أي تأجيل في عملية التوقيع مهما كانت مبرراتها لن تكون مفيدة لشعبنا الذي هو بحاجة إلى وحدة فورية". وشدد البيان على أن "خيار الوحدة الوطنية يستند أساسا لمصالح شعبنا وبرنامجه السياسي على قاعدة وثيقة الاتفاق الوطني والمنسجم مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وليس لأي اشتراطات خارجية من أجل إعادة بناء نسيجه الاجتماعي وتعزيز مقومات صموده"، محذرة في الوقت ذاته من التدخل الأميركي في الشؤون الفلسطينية.
وأضاف البيان: "لا بد من ضمان سير الانتخابات بصورة جيدة ونزيهة وشفافية عبر آليات من الرقابة المدعومة عربيا ودوليا واحترام نتائجها، تعبيرا عن إرادة الناخب الحرة وتعزيزا لمبدأ التداول السلمي للسلطة". وطالبت اللجنة قيادات الفصائل الفلسطينية بوضع "الهدف الوطني الفلسطيني أولوية قبل أي هدف آخر، وأن تكون وحدة الشعب الفلسطيني على أرضه وفي سلطته ومنظمته هي الهدف الأسمى ليسير على درب الكفاح من أجل تحقيق حريته واستقلاله".


وكان عباس في خطابه أمام المجلس الثوري مساء الأحد (17-10) كشف عن توافق مع القاهرة على أن يلبِّي أي اتفاق مصالحة"شروط "الرباعية الدولية" (أي الاعتراف بالكيان الصهيوني) وما سمَّاه "دستور منظمة التحرير"، وهو ما يعني -وفق مراقبين- تفريغًا لورقة المصالحة المصرية من مضمونها".

وقال عباس إنه أرسل جوابًا إلى القاهرة حول الورقة المصرية من ثلاث نقاط يتضمن موافقته على تأجيل الانتخابات "تنازلاً من أجل مصر" على حد تعبيره، فيما رفض "أي اتفاق يعيد علينا الحصار مرة أخرى".

وأوضح أن ذلك يعني أن "أي اتفاق يتناقض مع الشرعية الدولية ويؤدي بنا إلى ما أدى إليه "اتفاق مكة"، لن نقبل به".

وقال: "ليس لدينا استعداد لأن نوقع على اتفاق ونحاصَر في اليوم التالي كما حصل بنا قبل "مكة"، أو بعد (مكة)" مشيرًا إلى البند الثالث الذي أبلغه للقاهرة، وهو عدم القبول بـ"أي شيء يتناقض مع النظام الأساسي أو القانون الأساسي لـ(منظمة التحرير الفلسطينية)"، وهو ما يعني إلزام الفصائل ببرنامج "منظمة التحرير" الذي يعترف بالكيان الصهيوني، أي نسف أسس المصالحة من جذورها.

وفي إطار المواقف المجمعة على تسجيل ملاحظات على الورقة المصرية جاء إعلان أمين سر لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الفلسطيني خالد عبد المجيد عقب اجتماع لفصائل دمشق في العاصمة السورية قبل عدة أيام أن "الفصائل الفلسطينية لن توقع على الورقة المصرية إلا إذا تضمنت الحقوق والثوابت الفلسطينية وضمان حق مقاومة الاحتلال الصهيوني، وأكد أن "الفصائل الفلسطينية طالبت القيادة المصرية بان تتضمَّن الرؤية المصرية الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية وحق مقاومة الاحتلال الصهيوني".

ويبقى السؤال الأهم على لسان المواطنين والمراقبين الفلسطينيين: إذا كانت كل الفصائل الفلسطينية لديها ملاحظاتها على الورقة المصرية التي جرى تعديلها لتلبيَ مطالب حركة "فتح" التي هي بالأساس مطالب خارجية لو استجابت لها "حماس" لما واجهت الحصار من الأصل.. فكيف يمكن أن تسمح القاهرة لمجموعة منعزلة في رام الله بتعطيل جهدها والتلاعب بهذه الجهود لتحقيق المصالحة بعد أن أوشكت تؤتي ثمارها؟!.

انتصروا لشهداء غزة

شهداء غزة من الاطفال



تبني مجلس حقوق الانسان الدولي لتقرير غولدستون يوم الجمعة، 16/10/2009 والمصادقة على جميع توصياته دون
هما انتصار كبير للرأي العام العربي، والفلسطيني منه على وجه الخصوص، وهزيمة مذلة لثقافة احتقار الارادة الشعبية، والقفز فوقها، والتفرد بالقرارات المصيرية دون الرجوع الى المؤسسات وصنّاع الرأي.
الفضل كل الفضل في هذا الانجاز غير المسبوق يعود الى بركان الغضب الشعبي الذي انفجر داخل الاراضي الفلسطينية
وخارجها، احتجاجا على تفرد مجموعة من اربعة اشخاص فقط في سلطة رام الله بالقرار، ودون اي تنسيق او تشاور
مع اللجنتين المركزية لحركة 'فتح'، والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مصدر الشرعية والتأييد لهذه السلطة ورئيسها.
خريطة التصويت على التصديق في مجلس حقوق الانسان جاءت حافلة بالمفاجآت، وشكلت تبلور مرحلة جديدة في العمل
السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية، تذكرنا بالايام الذهبية للامم المتحدة، وتعاظم نفوذ دول العالم الثالث، وهي
المرحلة التي افرزت اكثر من ستين قرارا بنصرة الحق العربي، ابرزها وصم الحركة الصهيونية ودولتها اسرائيل بالعنصرية.
' ' '

قراءة سريعة لمعركة التصويت هذه، والكلمات التي القاها المندوبون اثناءها او تمهيدا لها، يمكن من خلالها استخلاص النقاط والعبر التالية:

اولا: اثبتت عملية التصويت، وإقرار تقرير غولدستون ان كل ما قاله المتحدثون باسم السلطة، تبريرا لكارثة سحب
التصويت، بان لا علاقة لهم بها، لان السلطة ليست عضوا كامل العضوية، يمكن ان تتقدم او تسحب التقارير. ان هؤلاء
المتحدثين مارسوا كل انواع الكذب والتضليل، بدليل ان السلطة هي التي اعادت تقديمه الى المجلس، وهي التي لعبت الدور الاكبر في اعتماده.

ثانيا: قال هؤلاء المتحدثون ان دولا كبرى مثل الصين وروسيا لم تكن مؤيدة للتقرير، ولذلك تقرر سحبه، لنكتشف انهما كانتا الاكثر حماسا وسعيا لإقراره، ولم يتردد مندوباهما مطلقا في التصويت لصالحه.
ثالثا: اثبتت الكتلة العربية الاسلامية المدعومة من دول العالم الثالث انها تستطيع، لو ارادت، نصرة قضاياها في المحافل الدولية، لما لها من ثقل اقتصادي وسياسي في زمن انهيار العولمة، وبروز قوى عظمى جديدة.

رابعا: ما زالت قضية فلسطين عامل توحيد اساسياً للعالمين العربي والاسلامي، وتعبئة للرأي العام الدولي ومنظمات حقوق الانسان، وهذا عنصر مهم نسيه العرب، وبعض الفلسطينيين في غمرة اللهاث خلف التطبيع مع اسرائيل، والرضوخ للاملاءات الامريكية.

خامسا: بروز قوى اسلامية اقليمية عظمى، مثل تركيا وايران، وتحديهما لاسرائيل وجرائمها، بدأ يعطي ثماره بشكل ايجابي على الساحة الدولية، من حيث زيادة عزلة اسرائيل وحشد الدول الصديقة ضدها.
سادسا: تراجع نفوذ الولايات المتحدة الامريكية وانحسار هيمنتها على المنظمات الدولية، ولو بشكل اولي، فالولايات
المتحدة الامريكية كانت وحيدة تقريبا في معارضتها للتقرير، بينما امتنع اقرب حلفائها مثل بريطانيا وفرنسا عن التصويت، وهذا مؤشر مهم يجب أخذه بعين الاعتبار.

سابعا: نتائج التصويت تعكس مدى انفضاض العالم في معظمه من حول اسرائيل، وشعوره بالقرف من سياساتها،
واعتراض القوى الكبرى على مجازرها ضد الابرياء من ضحاياها في الارض المحتلة. فالابتزاز الاسرائيلي المدعوم
امريكيا لم يعد يعطي ثماره، والتهديدات الاسرائيلية المستندة الى قوة اللوبي اليهودي، والعصا الامريكية باتت تفقد
مفعولها تدريجيا، وهذا تطور يؤكد ان العالم بات يضيق ذرعا بالتدليل الامريكي لاسرائيل، ووضعها فوق الشرعية الدولية ومؤسساتها، وحمايتها ومجرمي حربها من اي عقوبات.

' ' '

انها 'لعنة غزة' التي تطارد الاسرائيليين، انها دماء الشهداء الاطفال الذين احرقت اجسادهم الطاهرة قنابل الفوسفور،
وصواريخ الدبابات والطائرات. هذه اللعنة ستظل تلاحق كل مجرمي الحرب الاسرائيليين اينما كانوا، واينما حلوا، مثلما
طاردت رجالات السلطة الذين حاولوا بيعها مقابل استئناف جولات المفاوضات العقيمة، في ظل استهتار اسرائيلي بكل
مفردات عملية السلام، والاستجداءات العربية والامريكية لتجميد الاستيطان.

اسرائيل تواجه اكبر مأزق في تاريخها، فقد رفعت عنها الحصانة الدولية للمرة الأولى، وباتت جرائمها عارية بكل
تفاصيلها الدقيقة امام العالم بأسره، ولذلك علينا ان نكون حذرين ونتوقع منها مغامرة مجنونة في محاولة للخروج من هذا المأزق.
فعندما يقول ايلي بيشاي نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي إن اسرائيل تعاملت بقفازات من حرير مع المدنيين
الفلسطينيين اثناء هجومها على قطاع غزة، فإن علينا ان نتوقع من هذه الحكومة المتطرفة والشعب الذي اوصلها الى
الحكم مجازر حرب اكبر، وضحايا اكبر. فإذا كانت هذه القفازات الحريرية قتلت 1400 انسان بريء نصفهم من الاطفال، فكيف سيكون الحال لو لم تكن غير حريرية؟
حكومة نتنياهو التي قالت ان التصويت على تقرير غولدستون بالايجاب سيؤدي الى قتل العملية السلمية (متى كانت
حية؟) لن تتورع عن الاقدام على خطوات انتقامية، ثأراً لهزيمتها هذه، سواء بتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني،
او حتى على السلطة ورئيسها الذي خرج من دائرة الخوف، وقرر النزول الى حلبة التحدي، منتصراً لمطالب الشعب الفلسطيني.
يجب اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية، مع التحرك بسرعة لابقاء هذا الزخم العالمي المعارض لاسرائيل والمنتصر لدماء
الشهداء مستمراً، من خلال خطوات عملية، علمية، مدروسة. فالمعركة في بدايتها وهناك جولات قادمة اكثر شراسة في الجمعية العامة ومجلس الامن الدولي.
الكتلة العربية الاسلامية هي قوة الدفع الحقيقية لتحقيق هذا الانجاز، جنباً الى جنب مع مؤسسات المجتمع الدولي
ومنظمات حقوق الانسان، ولذلك من الحكمة تأجيل الاحتفالات، وتشكيل هيئة عالمية من كبار المحامين الدوليين، والشخصيات البارزة في منظمات حقوق الانسان لقيادة المواجهات في الجولات المقبلة.
شهداء غزة الذين حققوا هذا الانجاز الكبير الذي لم تحققه الجيوش العربية الجرّارة، يستحقون ان يهنأوا في مثواهم
الاخير في جنة الخلد، فتضحياتهم واشقائهم لم تذهب سدى، فقد غيروا معادلات لم نكن نحلم مطلقاً بتغييرها، واثبتوا ان المفاوضات والارتماء عند اقدام العدو لا تحقق غير الهوان والمزيد منه.
اسرائيل باتت مكروهة، منبوذة، محتقرة، بسبب غرورها وغطرستها، واستئسادها على الضعفاء العزل بطرق وحشية غير مسبوقة، ولذلك بدأ العد التنازلي لانهيارها.

فى ديارنا يا شيخ الازهر




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلقد تداولت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية واقعة أمر "شيخ الأزهر" لـ"طالبة أزهرية" في الصف الثاني الإعدادي، ونص الخبر كما جاء على موقع "إسلام أون لاين":
"مع افتتاح العام الدراسي الجديد، شهد أحد المعاهد الإعدادية الأزهرية بـ"القاهرة" نقاشًا ساخنـًا بين شيخ الأزهر "محمد سيد طنطاوي" وطالبة منتقبة وإحدى المدرسات حول شرعية وحكم النقاب، انتهى بإعلان "شيخ الأزهر" عزمه منع النقاب بالمعاهد الأزهرية.

وفيما يلي نص الحوار الذي دار بينهم، حسبما أوردته صحف مصرية الاثنين 5-10-2009:

شيخ الأزهر للطالبة المنتقبة: "النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب أو بعيد، وبعدين أنتِ قاعدة مع زميلاتك البنات فقط في الفصل لابسة النقاب ليه؟"!
الطالبة -بالصف الثاني الإعدادي- تمتثل لأمر شيخ الأزهر وتخلع النقاب.
شيخ الأزهر -81 عامًا-: "لما أنتِ كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟!"!
المدرسة: "الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد؛ لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل، وبعدين النقاب إن لم يكن فرضًا فإنه لا يؤذي أحدًا وهو على الأقل حرية شخصية".
شيخ الأزهر للمدرسة -منفعلاً-: "قلتُ إن النقاب لا علاقة له بالإسلام، وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي"!
شيخ الأزهر: "سأصدر قرارًا رسميًا بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد، ومنع دخول أي طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية النقاب".
حدثت هذه الواقعة أثناء زيارة "شيخ الأزهر" السبت 4-10-2009 لمعهد فتيات "أحمد الليبي" بضاحية "مدينة نصر بالقاهرة"، خلال جولة تفقدية قام بها لمعاهد الأزهر؛ للوقوف على مدى استعدادها لمواجهة انتشار أنفلونزا الخنازير" انتهى الخبر.
وقد وجدتُ أن أفضل تعليق على تلك المناظرة غير العادلة هو أن أستعين بكتب شيخ أزهري يُدعى الدكتور "محمد سيد طنطاوي" كانت رسالة الدكتوراه الخاصة به عن اليهود، وله تفسير ميسر للقرآن، ولحسن الحظ أنه يدرَّس في المعاهد الأزهرية يسمى بـ"التفسير الوسيط"، ومما جاء فيه في تفسير قوله -تعالى-: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (النور:31)، ما يلي:
"وقال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر، بحكم ضرورة حركة فيما لابد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، (إِلا مَا ظَهَرَ) على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه.
قلت -أي القرطبي-: وهذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما، عادة وعبادة، صح أن يكون الاستثناء راجعًا إليهما.
يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة، أن أسماء بنت أبى بكر -رضي الله عنهم- دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: (يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا) وأشار إلى وجهه وكفيه. وقال بعض علمائنا: إن المرأة إذا كانت جميلة، وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك.
هذا، وفي هذه المسألة كلام كثير للعلماء فارجع إليه إن شئت"
انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
وقال الدكتور طنطاوي في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59):
"وقوله: (يُدْنِينَ) من الإِدناه بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعَلَى. وهو جواب الأمر، كما في قوله -تعالى-: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) (إبراهيم:31)، والجلابيب: جلابيب: جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًا، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة" انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
إن دكتور "محمد سيد طنطاوي" صاحب دراسة "بنو إسرائيل في القران الكريم" لا يمكن أن يكون هو الذي يستقبل الحاخامات ويصافح قتلة الأطفال.
ودكتور "محمد سيد طنطاوي" صاحب "التفسير الوسيط" الذي مال إلى قول من يقول بوجوب ستر وجه المرأة في موضع لا سيما إن كانت جميلة، وذكره قولاً واحدًا دون أن يشير إلى الخلاف في موطن آخر، ليس هو بالذي يناظر فتاة صغيرة مدعيًا أن "النقاب عادة لا علاقة لها بالدين".
إذن فلنفترض أنهما شخصان فـُقد أحدهما يوم تولى الأخر منصب الإفتاء، ومن بعده مشيخة الأزهر، ولكن الأول ممثل حقيقي للأزهر وللعلم والعلماء وغير خارق لإجماع الأمة ولا خارج من منهجها.
هذه إجابتنا نيابة عن الفتاة وعن مدرستها اللتين ربما منعهما الحياء أو غيره عن الرد على شيخ الأزهر؛ ليبينوا له أن القول بمشروعية النقاب هو قول كل العلماء الذين يفهمون في الدين وفوق هذا يخافون من رب العالمين، وأن الخلاف بينهم محصور في درجة مشروعيته: هل هي الاستحباب أم الوجوب؟
وأن القول بأن النقاب عادة دخيلة هو قول دخيل على الأمة وعلى فقهها، وشاهدْنا على ذلك تفسير الدكتور "محمد سيد طنطاوي" نفسه.
وأما سائر المناقشة فنعرض عن ذكرها اكتفاء بما أصاب الناس من وجوم من جرائها.
وبقيت كلمة أخيرة:
إذا كان فضيلته متعطشًا لمناظرة أو راغبًا في مجادلة ففي البلاد كثيرون يطلبون النزال وكثيرات يطلبن المناقشة.
- ففي ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة تسمى "نجلاء الإمام" قدمت مشروع قانون للأحوال الشخصية ولما قيل لها: "شيوخ الأزهر لا يوافقون عليه" قالت لهم: "الأزهر مفروض يقعد على جنب"، فلما وجدت أن الأزهر ومشيخته أصابهم صمت أصحاب القبور؛ تنصَّرت مدعية: أن أهم أسباب تنصرها تخريفات شيوخ الأزهر، وما زال الأزهر صامتـًا!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة وابنتها يتزعمن مجموعة من النسوة، ومن أشباه الرجال؛ يُردن إلغاء المادة الثانية من الدستور القائلة بـ"أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع"، ويطالبن بنسبة الأولاد إلى أمهاتهن لا آبائهن، ويسخرن من الأزهر، ومن قبله الأئمة الأربعة؛ فهل نطمع في أن تسمعهن إحدى شخطاتك كتلك التي نالت الطلبة المنتقبة وأستاذتها؟!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة تعمل مخرجة أفلام تركز في أفلامها على العري والفجور، استضافها مذيع ماجن يقدم برنامج مضمونه وعنوانه التجرؤ على الدين، وعلى ثوابت الأمة! وسألها بخبث متى ترتدين الحجاب؟! فرفعت يديها إلى السماء قائلة: "ربنا ما يكتبه عليّ"، وأطمئنك أن هذه المرأة وجواريها اللاتي يمثلن في أفلامها يحتجن إلى أن تأمرهن بالحجاب والنقاب، ولسن قليلات الحظ من الجمال كالبنت الصغيرة التي رأيت فضيلتك أنها ليست جميلة!
وإن كانت شهادتك قد تكون فيها نظر في هذا الباب إن كان علمك بالجمال من نفس جنس علمك بالدين الذي زعمت أنك تفهم فيه أكثر من "اللي خلفوها"، مع أنه من الوارد أن يكون أبويها قد أتيا بهذا العلم الذي تراه فاسدًا من كتاب "التفسير الوسيط" الذي يقرره الأزهر على طلابه، وهو للدكتور "محمد سيد طنطاوي" سالف الذكر!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: تمنح وزارة الثقافة جوائز الدولة التشجيعية لمن يقول: "إن الإسلام لم يكن إلا حركة سياسية وضعية"! وهو كلام ثار له كل أحد إلا مشيخة الأزهر!!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: مدرس يهتك عرض 18 تلميذة من تلميذاته في مثل عمر الفتاة التي واجهتها، ولا نظن أنهن يفقنها جمالاً، ولكنها النار إذا وضعت بجوار الهشيم، والذئب إذا استودعت عنده الغنم، والرائد إذا كذب أهله فأوردهم المهالك ولم ينصح لهم، وعلم المصلحة فلم يأمر بها، وعلم المفسدة فلم ينه عنها!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: أخطاء وأخطار تحتاج مثل هذه الوقفات الجريئة، والمناظرات التي تسكت الجاهلين وترد على المشغبين، وتنزع البرقع الذي يخفي وجوه الطاعنين في الدين عن الناظرين.
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: عادات وعادات.. وبدع ومحدثات، ومعاصي ومنكرات تحتاج إلى تلك الوقفة الشجاعة!!
ونحن منتظرون !!!
وأما الفتاة الصغيرة
فعذرًا إذا ما دفعنا إليها كتاب "التفسير الوسيط"؛ لكي تعلم أن النقاب ليس عادة إسلامية دخيلة، ولتستر وجهها عن أعين الناظرين، ولتحافظ على حيائها في أعلى ما يكون.
فيا ابنتنا العزيزة
التي لا أعرف اسمها ولا اسم والديها -ولكن الله يعرفهم-: لا أملك إلا أن أدعو الله لكِ أن يجعلك الله قرة عين لهما في الدنيا والآخرة، وأن يزينك بزينة الإيمان.
ابنتنا العزيزة:
"لقد اختارك الله لتقولي كلمة الحق فقلتيها، وساعدتك معلمتك أنعم بها من معلمة".
ابنتنا العزيزة:
"لا يصدنك عن نقابك أن قالوا "عادة" بعد إذ علمت أنه في كتاب الله."
ابنتنا العزيزة:
"لا يجرحنك أن قيل لكِ: "اللي خلفوك"؛ لأنهم إن خلفوا فقد خلفوا فتاة مسلمة مقتدية بأمهات المؤمنين في زيها، نسأل الله أن تكوني مقتدية بهم في كل شئونك".
ابنتنا العزيزة:
"لا يغضبنك أن قالوا: "ليست بجميلة"؛ فالغواني هم الذين يعجبهن الثناء، فمن ثمَّ يُزدن في زينتهن أشكالاً وألوانـًا، وأما الفتيات المسلمات فهن يسترن زينتهن".
ابنتنا العزيزة:
"في زماننا كثر التزييف في كل المجالات حتى العلم الشرعي نفسه طاله التزييف، وأما الجمال فقد طغى التزييف فيه حتى صار كأنه هو الأصل، فمن فرط طغيانه نسي البعض الجمال الحقيقي، وأما المصطنع فقلَّ فتاة أرادته إلا وحصلت منه على ما تريد، ومع ذلك فقد أباح الله منه ما أباح للمرأة في بيت زوجها".
ابنتنا العزيزة:
"اعتبري الأمر برمته كأن لم يكن، وتوكلي على الله، وبإذن نراك قريبًَا أمًا لفتيات منقبات ملتزمات بشرع الله".
فاللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
اللهم يا مصرف الأبصار صرف قلبي إلى طاعتك.

آلاف المتظاهرين في الجامع الأزهر لنصرة الأقصى



آلاف المتظاهرين في الجامع الأزهر لنصرة الأقصى

شهد الجامع الأزهر ظهر الجمعة 02/10/2009 أمس مظاهرة حاشدة شارك بها آلاف المصلين بينما حالت قوات الشرطة دون وصول عشرات الآلاف كانوا قد توافدوا من المدن والقرى المختلفة للتنديد بمواقف الأنظمة العربية السلبية تجاه الأقصى وشعبه الأعزل.
وقد دعا للمظاهرة حزب العمل المعارض والمجمد منذ عقدين.
وقد تقدم أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين مئات المتظاهرين بعد صلاة الجمعة في الجامع الأزهر لنصرة المسجد الأقصى المبارك، بعد منع الأجهزة الأمنية لآلاف المصلين من الوصول للأزهر، ومنع وسائل الإعلام من الوجود داخل الجامع أو بالقرب منه.
وردد المتظاهرون الهتافات المنددة بالعدوان الصهيوني على المسجد الأقصى المبارك والمستنكرة لصمت الأنظمة العربية والإسلامية تجاه الأخطار التي تهدد الأقصى، مثل: 'يا أقصانا لا تهتم رح نفديك بالروح والدم'، و'ع الأقصى رايحين شهداء بالملايين'، و'ثورة ثورة ف كل مكان ضد عملاء الأمريكان'، و'لا إله إلا الله الصهيوني عدو الله'، و'يا صهيوني يا خسيس دم المسلم مش رخيص'.
وأشعل أعضاء حزب العمل المسجد والساحة القريبة منه بالهتافات المنددة بعجز وهوان الأنظمة وحملوا اللافتات التي تحذر من مخططات الصهاينة ضد الأقصى وتطالب الشعوب بالتحرك لنجدته، مثل: 'انصروا أولى القبلتين وثالث الحرمين'، و'أين الحكام العرب من الأقصى'، و'معا لنصرة المسجد الأقصى'، و'لن نتركك يا أقصى'.

وشارك في المظاهرة العديد من أعضاء القوى الوطنية ومن بينهم قيادات من حركة كفاية.
ووصف حمدين صباحي موقف الحكام العرب بأنه يسيء لأنفسهم ولشعوبهم العاجزة عن الحركة.
وقال الدكتور محمد البلتاجي أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إن اقتحام العصابات الصهيونية المتطرفة لباحة الأقصى الشريف بمثابة جس نبض للأمة، مؤكدا أن الصهاينة ينتظرون ردة فعل الجماهير العربية التي ستحدد تحركهم في مخطط هدم الأقصى.
وحذر البلتاجي من خطورة المخطط الصهيوني الذي يرمي إلى تقسيم المسجد الأقصى بعد تقسيم مشابه للحرم الإبراهيمي.
واستنكر منع الأمن لآلاف المصلين من الوصول للجامع الأزهر، محذرا المطبعين مع الصهاينة والذين يستقبلونهم بالأحضان، من غضبة الشعب المصري التي لن تقف عند حد معين في ظل عجز النظام الحاكم وتواطئه مع العدو الصهيوني.
وندد تيمور عبد الغني عضو الكتلة بصمت الأنظمة الحاكمة، مؤكدًا أنها الداعم الأول لمخططات الصهاينة لهدم المسجد الأقصى، ومشددًا على أن الشعب المصري لن يفرط في عقيدته ومقدساته، قائلاً: 'سنجعل من أجسادنا جسورا نعبر عليها إلى أرض الرباط والجهاد'.
من جانبه أكد المهندس محمد عصمت سيف الدولة الخبير بالشأن الفلسطيني أن الصهاينة أتموا تجهيز هيكلهم المزعوم لوضعه مكان المسجد الأقصى بعد إتمام مخطط هدمه، عن طريق الأنفاق والحفريات التي تجري على قدم وساق أسفله.
وقال محمد السخاوي أمين التنظيم بحزب العمل إن اقتحام الأقصى جزء من مخطط تهويد مدينة القدس وتهجير ساكنيها، في ظل انشغال الأنظمة العربية والإسلامية بملفات التوريث وجمع المليارات من دماء الشعوب والارتماء في أحضان الصهاينة والأمريكان.
وكانت قوات غفيرة من الأمن المركزي قد حاصرت حي الحسين ووصلت لميدان العتبة منذ فجر الجمعة وانتشرت مجموعات كبيرة من المخبرين وقوات الأمن على جانبي شارع الأزهر وشكلوا لجان تفتيش، تقع كل لجنة منها على بعد 20 مترا من الأخرى، تقوم بتفتيش المارين بالشارع وحقائبهم تفتيشا ذاتيّا، بهدف اعتقال القادمين من المحافظات، حسبما أكد أحد أفراد الأمن.
وانتشرت عربات الأمن المركزي بكثافة عالية في شارع الأزهر، وأمام مستشفى الحسين الجامعي الذي شهد عمليات تفتيش واسعة عبر أفراد الأمن الموجودين هناك، الأمر الذي أثار استياء أهالي المنطقة، وعبروا عن رفضهم لممارسات الأمن.

عدد الزوار