مصطفى الصاوي.. شهيد الثورة الحي!



أنشودة زفوا الشهيد



"أنا ذاهب لأستشهد غدًا يا أمي، فكيف تريدين مني عدم النزول للمظاهرة؟!".. "سأتزوج غدًا من خارج الدنيا بإذن الله".. تلك كانت آخر كلمات تفوَّه بها الشهيد مصطفى الصاوي، في يوم الخميس 27/1/2011م، قبل استشهاده في الثورة المصرية بـ24 ساعة فقط"!. الشهيد مصطفى الصاوي، يبلغ من العمر 26 عامًا، وهو خريج كلية التجارة، يقطن بالعقار رقم 18 بشارع الجامع بالحوتية في منطقة العجوزة، ترتيبه الرابع بين إخوته الخمسة: منى (34 عامًا)، وإيهاب (32 عامًا)، ومريم (29 عامًا)، ومروان (10 أعوام). مصطفى.. إمام مسجد الحصري بالعجوزة، ويؤمُّ المصلين في الكثير من المساجد الأخرى، وهو يحفِّظ القرآن لعشرات الأطفال بالمنطقة، وفي الأسبوع الأخير من حياته كلما عرض عليه أحدٌ الزواج كان يبتسم ويجيبه بيقين تام بأنه سيتزوج قريبًا "من خارج الدنيا"!.


(إخوان أون لاين) التقى أسرة صديق القرآن.. شهيد الحرية: بدايةً يعرفنا أكثر على شهيد العجوزة صديقه ومربِّيه وزوج أخته، محمد عبد الرازق؛ حيث يقول: "مصطفى كان حافظًا لكتاب الله بأكمله، وكان يؤمُّ المصلين في رمضان، وفي غيره من الشهور، وكان يحب الإنشاد بصوته الفائق الجمال، وهو من النوع الذي يحدِّد هدفًا واحدًا فقط في فترة محددة، ويسعى إلى إنجازه بكلِّ ما أوتي من قوة، ثم يبدأ في التوجه إلى هدف آخر وهكذا". ويضيف: "في الثانوية العامة كانت اللغة الإنجليزية متسبِّبة في مشكلة كبيرة لمصطفى، فحدد هدفه أن يجيدها خلال مرحلة معينة، وبالفعل أنجز 11 مستوى بالجامعة الأمريكية من أصل 13 مستوى، حتى إنه كان يعمل مصمِّم رسومات بشركة مقاولات لأعمال التكييف، ولم يكن بارعًا فيها للدرجة، ولكنَّ الشركة تمسَّكت به لإجادته اللغة الإنجليزية بجدارة". ويستكمل تعريفه بالشهيد- الذي كان يعدُّ أوراق الخدمة العسكرية قبل استشهاده بأيام-: إن مصطفى كان هادئ الطباع جدًّا، وكان حياؤه كبيرًا جدًّا، وخجله من الممكن أن يسبِّب له مشكلات عديدة، ففي ذات مرة كان ينشد في حفل، وفوجئ بأن الصفَّين الأولَيْن جميعهما من النساء، فأنشد مقطعًا من الأنشودة، وأصرَّ على عدم استكمالها، وهبط من المسرح. ويتابع: "كثيرًا ما كان يعرض على مصطفى أن تسجَّل له شرائط ويتمَّ تسويقها، إلا أنه كان يرفض بشدة، فكنا نفسِّر ذلك بأن موضوع استغلال صوته الجميل ليس في اهتماماته، إلا أننا بعد استشًهاده أيقنَّا أنه كان لا يحب الشهرة، ولا يرغب أن تحتلَّ جزءًا- ولو ضئيلاً- من قلبه؛ حتى غرفته كان زاهدًا فيها جدًّا، وكان يتعمَّد أن تكون كذلك، فلا يوجد فيها إلا فراشه ومكتبته، ولا يوجد بها سجاد ولا زخارف ولا أشياء كمالية، وأكثر ما يؤلمني هو عدم فهمي وتفسيري لتحركات مصطفى وتفكيره وهو حي، والتي أدركتها بعد فوات الأوان، وأنه ليس تابعًا لدنيا وإنما يريد الله والآخرة فقط". ويقول إن مصطفى كانت لديه سلامة صدر عالية، وكان مبتسمًا دائمًا في وجه الجميع، ويقابل كل المشكلات ببساطة بالغة.


الحور العين!


وتروي والدته آخر لحظات قصتها معه، مشيرةً إلى أن نجلها ظل يوم الأربعاء 26 يناير يتحدث معها كثيرًا، ودار بينهما حوار حول زواجه، فقالت له: "انتهي يا مصطفى من الجيش على خير علشان نخطب لك"، فردَّ عليها: "لا يا أمي، أنا سأتزوج من خارج البلاد"، فقالت له إن بنات الخارج لا يناسبن ثقافتنا"، فقال- وهو مبتسم-: "لا تقلقي يا أمي دول مناسبين جدًّا، وفي غاية الجمال". وحاولت أمه أن تلتقط أنفاسها، والدموع تنهمر من عينيها بكثافة لتعاود قائلةً: "لم أكن أعرف أنه يقصد بالزواج من خارج البلاد، أنه يقصد الحور العين، وأنه كان على علم بأنه سيُستشهد"، وانخرطت بعدها في بكاء طويل. وتتذكَّر شريط الذكريات، مشهدًا تلو الآخر، وقالت: "سهرنا معًا يوم الخميس إلى صلاة الفجر، فصلينا، وقلت له بعدها اذهب للنوم لأنك تعبت اليوم جدًّا، ولا تذهب للمظاهرات، فردَّ عليَّ في سرعة بالغة: أنا ذاهب طبعًا لأني سوف أستشهد غدًا بإذن الله، وتبسَّم وذهب للنوم، ووقتها شعرت بانقباض في قلبي، وقد كان ما كان". وتضيف قائلةً: "وقت صلاة الجمعة، توجَّست أن أوقظه، ففتحت باب غرفته وتأكدت أنه نائم، وتسلَّلت ببطء خوفًا من استيقاظه وذهابه إلى المظاهرات"، إلا أنها لحظات وهبَّ مستيقظًا، وارتدى ملابسه بسرعة بالغة، وذهب مهرولاً إلى صلاة الجمعة دون أن يسلِّم عليها، وكانت جنازته تهرول إلى القبر أيضًا تمامًا كهرولته إلى الله، وهو ذاهب للمظاهرة.


لحظات وداع


أما أخته مريم فتروي آخر لحظات قصتها مع مصطفى فتقول: "يوم الثلاثاء زارنا بشكل مفاجئ وعجبت لذلك، إلا أنه قال لي جئت لأسلم عليك فقط، وحدث نفس الأمر في يوم الأربعاء، أما يوم الخميس فاتفقت معه أني سأزورهم أنا، ولكن تأخرت فاستعجلني، وكأنه يودِّعنا، ويريد أن يجلس معنا أطول فترة ممكنة". وتضيف قائلةً: "قال لي يوم الخميس: أنا ذاهب لأستشهد غدًا، فضحكت واعتقدت أن كل ذلك مجرد مزاح"، وتستكمل: "إلا أني أيقنت أن كل تلميحاته السابقة وحركاته؛ كانت نابعة من شخص واثق في استشهاده، فهو بمجرد نزوله للمظاهرة استُشهد، وعلمنا بخبر الوفاة في الرابعة والنصف عصرًا، وأكد إجرامَ الشرطة وجهاز أمن الدولة تقريرُ الطبيب الشرعي، الذي قال إن سبب الوفاة إصابته بطلقات نارية حية". ويستكمل صديقه محمد قائلاً: "تحركنا من مسجد مصطفى محمود، وأول نقطة احتكَّ بنا الأمن المركزي فيها كانت على كوبري الجلاء؛ حيث ضربنا بالقنابل المسيلة للدموع، وقابلت لواء شرطة اسمه سعيد شلبي، رئيس قسم العجوزة السابق ومساعد وزير حالي، احتكَّ بي قديمًا في الانتخابات، وأصرَّ على طردي من لجنة الفرز ودفعني، واحترمته؛ لأنه رجل كبير في السن، وفي تلك المظاهرة وجدته مصابًا من جرَّاء القنابل بحالة اختناق وملقًى على الأرض، فالتقطته من وسط المواطنين، ونقلته بنفسي أنا ومصطفى إلى مستشفى الشرطة".


لحظة استشهاده


ويستكمل قائلاً: "عدت مرةً أخرى للمظاهرة عند كوبري قصر النيل بالقرب من الأوبرا، بعد أن اطمأننت على اللواء، وتوالت إصابات المتظاهرين، فرأيت رجلاً فوق الستين من عمره مصابًا بخراطيش في وجهه، وأخفيت ملامح وجهه بسبب الدماء كأننا في حرب غزة، فرفعناه على مقعد ونقلناه إلى فندق بجوار الأوبرا؛ حيث كان يتم تجميع المصابين، فقابلت صديقًا لي هناك، وقال لي ادع لمصطفى لأنه أصيب إصابة شديدة، فاستغرقت في التفكير هل أترك هذا الرجل المسنّ، وأذهب إلى مصطفى أم ماذا أفعل؟!، وكل ما جال بخاطري أن إصابة مصطفى بسيطة بإذن الله". ويضيف: "سألت المتظاهرين على مصطفى فقالوا لي: إنهم ذهبوا به إلى مستشفى "الأنجلو أمريكان"، فما إن وصلت وجدت أناسًا يقولون لشقيقي لا تتركوا حقَّه، فجريت إليه وسألته ماذا حدث؟ وحقّ من الذي تتحدثون عنه؟، فقال لي: مصطفى الصاوي استُشهد، وهو أول من استُشهد على كوبري قصر النيل. ويروي تلك اللحظات فيقول: "ما إن تلقيت الخبر لم أشعر بنفسي، وكل ما دار بذهني وقتها حادثة خالد سعيد، فخشيت أن يشهِّروا بمصطفى على أنه مجرم، أو متعاطٍ للمخدرات، أو غيرها من تلك الاتهامات الباطلة التي يسوِّقونها، فقرَّرت المبيت بجوار جثمانه". ويشير إلى أن الأطباء في المستشفى أخبروه أن إصبع مصطفى كان على وضع الشهادة منذ ما جاء، وتجمَّد على تلك الحال. ويضيف: "على الرغم من أن أغلب العاملين في المستشفى من المسيحيين فإن تعاملهم كان في قمة الأدب والاحترام، والداخلية الفاشلة ووزيرها المجرم هم من كانوا يريدون إشعال الفتن بيننا وبينهم". ويتابع: إن تقرير الطب الشرعي أثبت إصابته بطلقات نارية "رشية" حيوية بمنطقة الصدر، ونتج منها 25 ثقبًا.


في الجنازة


ويقول: "ما إن انتهينا من إجراءات الدفن؛ حيث كفَّناه دون أن نغسِّله، صلينا عليه في الشارع لكثرة عدد المصلين، ولم يوجد مسجد يستوعب عددنا، وكان أملي أن أحمل مصطفى وأمضي به شارعًا واحدًا فقط، إلا أني فوجئت بعربات الأمن المركزي تحيط بنا، ولكن الأهالي أصرُّوا على أن نحمل مصطفى مشيًا على الأقدام من العجوزة إلى السيدة عائشة، فزادت الأعداد بمئات الآلاف، حتى إن المارَّة اعتبروها مظاهرة، وضرب الأمن النار ونحن قرب الجامعة الأمريكية، وأصيب عدد كبير من الناس خلالها"!. ويبين أن أصدقاء مصطفى أقسموا أنهم لن يرحلوا من التحرير؛ حتى يؤخذ حق كل الشهداء، وليس مصطفى فقط، مؤكدًا أنهم ما زالوا في انتظار محاكمة المجرمين؛ لأن ما حدث فقط هو تنحِّي الرئيس، أما أذناب الرئيس المخلوع وذيوله فما زالوا موجودين.


العادلي القاتل


أما والد سمير الصاوي فيقول: "شعرنا براحة كبيرة جدًّا بتنحِّي مبارك، ولكنَّ حق مصطفى وحق جميع الشهداء لم يعد". فقاطعته والدة الشهيد: "حق مصطفى لن يعود إلا إذا أتينا بحبيب العادلي في وسط ميدان التحرير، وجعلنا كل من له حق من أهالي الشهداء أو المصابين يقتصُّ منه كما يجب، ولم ولن أهدأ حتى يقتص جميع أمهات الشهداء من المجرم". وتضيف أنها بمجرد سماع خبر التنحِّي نزلت إلى الشارع، وزغردت مع أهالي المنطقة، وأقاموا زفةً كبيرةً وسط تهاني الناس لها. ويؤكد والد الشهيد هذا الكلام، قائلاً: "بفضل الله أنا متأكد أننا لن نعود في ذلك البلد خطوةً إلى الوراء، فبمجهود ذلك الشباب الذي ضحَّى بروحه في سبيل البلد لن نعود إلى الوراء أبدًا". وبلغة يملؤها التحدي قال: "لو رزقني الله 10 أبناء مثل مصطفى لدفعت بهم واحدًا تلو الآخر؛ ليُستشهدوا في سبيل الله لإصلاح ذلك الوطن، ولن أتوانى في ذلك أبدًا". ويستكمل صديقه محمد قائلاً: "حتى وزير الداخلية الجديد الذي يقول إن حبيب العادلي ظلمه، كاذب؛ حيث قال: إن المتظاهرين كان بحوزتهم أسلحة بيضاء، وأنكر وجود رصاص حيّ تم ضربه على المتظاهرين، ومن المفترض أن من ذاق طعم الظلم لا يرضى أبدًا أن يذيقه لغيره". ويستطرد: "حاولنا أن نقدم مداخلةً في برنامج "الـ10 مساءً"، وإيهاب شقيقه أراد أن يقوم بمداخلة للبرنامج، إلا أننا فشلنا، ففي المرة الأولى قاموا بإغلاق الهاتف في وجهه بمجرد علمهم بأنه أخو الشهيد مصطفى الصاوي، وفي المرة الثانية قالوا إن لديهم الكثير من المداخلات، وليس لديهم وقت لمداخلته، لذلك قمت بإنشاء مجموعة على "الفيس بوك" تحت اسم "كلنا ضد العاشرة مساء"؛ لأن الإعلام ما زال يأخذ تعليماته، وما زال المجرمون يسوِّقون لإجرامهم.


ثقة مفقودة


ويتساءل محمد: "بعد كل ذلك هل يجوز أن يقولوا نعيد الثقة بين الشعب والشرطة؟! أي ثقة التي من المفترض إعادتها، وهو يقوم بضرب النار على المتظاهرين؟ أي ثقة التي يطالب بها، وهو حرم أطفالاً من حفظ القرآن على يد مصطفى؟ وهو حرم ابنتي وأولادي من أن يقولوا كلمة "خالو مصطفى"؟ أي ثقة يتحدثون عنها وهناك أمٌّ حُرِمَت من ابنها الذي كان يقوم بتلبية طلباتها كافة؟!". ويضيف: "مصطفى أقام دروسًا للطلاب غير القادرين بدون مقابل مادي، حتى إنه جمع الشباب من مختلف التخصصات، سواءٌ كان خريج تجارة أو صيدلة أو أي كلية أخرى، إلا أنَّ أمن الدولة دَهَم المكان وأغلقه؛ بحجَّة أن مصطفى منتمٍ إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولا يجوز تقديم أي خير للبلد". ويقول: "مصطفى خدوم إلى درجة لم تتخيلوها، فعندما كنا على كوبري قصر النيل قبل استشهاده بدقائق، كان يوزِّع كل الكمامات التي يمتلكها على الناس من حوله، حتى إن أحد أصدقائه قال له اترك بعض الكمامات لأصدقائنا الذين لم يلتحقوا بنا بعد، فأجابه مصطفى كل من هم هنا إخواننا وأصدقاؤنا وأحباؤنا، واجتمعنا من أجل غاية واحدة". ويؤكد أن سلوك الشهيد كان القرآن؛ حيث دائمًا ما كان يُسمع ما حفظه من القرآن أثناء سيره، أو يردِّد أناشيد وابتهالات، فهو حقًّا كان يصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه "إذا رأيته يذكرك بالله"، وكثير من معارفنا وأقاربنا كانوا دائمًا ما يقولون إن مصطفى لن يموت إلا شهيدًا".


حب الإخوان


ويختتم حديثه: "استشهاد مصطفى زاد من حب أهالي الحي والمناطق المجاورة في جماعة الإخوان التي كان يمثلها مصطفى؛ حيث أدركوا أن النظام البائد هو من كان يستخدم فزَّاعة الإخوان؛ لعلمه بشعبيتهم وحب الناس لهم إذا ما كشف الغطاء عن رموز النظام".

معــــاً للإصــــــلاح لماذا نخوض انتخابات مجلس الشورى



لماذا نخوض انتخابات مجلس الشورى

إيمانا منا بعظمة شعبنا الكريم ، وحقه في حياة عزيزة كريمة ، يحصل من خلالها المواطن على احتياجاته الأساسية دون إهانة أو إهدار



لقدرة وكرامته ، واستكمالا لمسيرتنا الإصلاحية التي بدأناها وحملنا تكاليفها منذ نشأة الجماعة ، يتقدم مرشح (الإخوان المسلمون ) للترشح


لمجلس الشورى، تأدية لفريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وأخذاً بالعمل الجاد للإصلاح والتغيير وتضييقاً للخناق على الفساد


والمفسدين ، متضامنين مع كل الشرفاء من شعبنا للعمل على نهضة مجتمعنا .


أهلنا الكرام ..


لقد باتت مصالح الشعب مهددة تهديدا لم يسبق له مثيل ،وتأكد للكافة أن هذا النظام لا يعمل لحساب الشعب الذي يعانى معاناة شديدة في


الحصول على أدنى مستويات الحياة الطبيعية من خدمات ومواصلات ومسكن وعمل وتأمينات وتعليم وعلاج ، رغم أن ذلك حق للمواطن في


وطنه ، وعلى الجانب الآخر انفردت حفنة قليلة من رجال الأعمال من أعوان النظام بكل ثروات الشعب .


** فكلنا يكتوى بنار الأسعار التي تزداد يوما بعد يوم مع تدنى الأجور والمرتبات .


** وكلنا يفتقد لأدنى أشكال ومستويات المعيشة الإنسانية من خدمات ومواصلات ومسكن وعلاج وتأمين وتعليم ورغيف خبز وكوب ماء نظيف .


** وكلنا يرى الفساد المنظم والمقصود الذي أضاع أحلام الشباب وضعف البطالة وحالات الإدمان والهجرة المذلة.


** وكلنا يشعر بمرارة الظلم بسبب فئة محتكرة محمية بشبكة مترابطة تجمع السلطة بالثراء الفاحش والنفوذ في وقت يتضاعف فيه طابور


الفقراء والمعدومين والمهمشين .


أهلنا الكرام ..


نمد أيدينا إليكم لننهض بمسئولياتنا و واجبنا تجاه وطننا ، نخوض انتخابات مجلس الشورى ، محتسبين ما سنلقاه من اعتقالات وتضييق


وإيذاء عند الله سبحانه وتعالى ، واثقين من وعى الشعب المصري الكريم ودعمه وتأييده لنا ، رغم محاولات التزييف لإرادته ، والتلاعب


بأصواته ، و ممارسة الضغوط عليه .


أهلنا الكرام ..


** وقفة جادة ضد الفساد ، ضد الغلاء ، ضد انهيار التعليم ، ضد سوء المرافق والخدمات ، ضد الاحتكار والاستغلال ضد الانحرافات


والرشاوى والمحسوبيات واستغلال النفوذ ، ضد كل ما يحول بين شعبنا والحياة الكريمة .


** وقفة جادة من أجل لقمة عيش كريمة ، من أجل حياة بعيدة عن ذلك الطوابير ، من أجل كوب ماء نظيف من أجل علاج لأمراضنا ، من


أجل حياة أفضل لأبنائنا .


** علينا مواجهة الظلم والفساد ، واليقين في نصر الله سبحانه .


ولنعلم جميعاً أن إرادة الشعوب لا تقهر ما دامت متوكلة على الله ، ومدركة لقضيتها .


فلنجدد إيماننا و لنعد إلى منهاج ربنا و نلتف جميعا حول دعاة الإصلاح ولنترقب ساعة النصر وما هى منا ببعيد.


( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً )


الإسراء ( آية رقم 51)

ويبقى الإسلام هو الحل

الأقصى الحزين ينادى المسلمين



صرخة الاقصى



دعوة ونداء لكل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم للوقوف صفًا واحدًا ضد الصهاينة ومشروعهم لتهويد القدس، وعدوانهم على
المسجد الأقصى، وذلك بعد أن وصل المخطط الصهيوني ذروته. فبعد احتلال زهرة المدائن شرعت دولة الاحتلال بعملية التهديد المنظم
للمدينة المقدسة- هدم المنازل- التطهير العرقي- الاعتقال- الإبعاد- إلغاء حقوق المواطنة- قانون الغائب.




فلم يمض شهر بعد احتلال واغتصاب المدينة عام 1967 إلا وقد:

أزيل 5000 منزل وحارات بكاملها من الوجود منها حارة المغاربة.
حولت بعض المساجد لكنس يهودية وأماكن سياحية وتجارية.
جرفت مقابر إسلامية ونقل رفات الصحابة عليهم السلام لأماكن غير معلومة.
الاستيلاء على 60 ألف دونم من محيط الأقصى شيد فيها أكثر من 50 كنيسًا يهوديًّا.
90% من الأرض وضعت تحت تصرف دولة الاحتلال.
واليوم: 60 ألف مقدسي مهددون بالطرد من ديارهم.


وأخيرًا المصيبة الكبرى وهي محاولة إقامة مجسم الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بعد أن بات مهددًا بالانهيار بفعل
الحفريات وأعمال التجريف اليهودية التي تتم أسفله.

لهذا لا بد أن نفيق قبل وقوع الكارثة.
ولنستمع لهذا النداء:

أخي في الله

أخبرني متى تغضب؟

إذا انتهكت محارمنا.
إذا نسفت معالمنا ولم تغضب.
إذا قتلت شهامتنا.. إذا دهست كرامتنا.
إذا قامت قيامتنا ولم تغضب.
فأخبرني متى تغضب؟
إذا هدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى.. وظلت قدسنا تغضب
ولم تغضب.. فأخبرني متى تغضب؟!!!


وبعد يا كل مسلم على ظهر هذه الأرض يا أحرار العالم إنه منذ اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 303 في 9
ديسمبر 1949، تم منح
القدس وضعًا دوليًّا خاصًّا، مع تأكيد حماية الأماكن المقدسة فيها وعلى احترام الخصوصيات الدينية والثقافية
والاجتماعية لجميع سكانها، لكن
دولة الاحتلال وضعت هذا القرار على الرف ولم تحترم يومًا ما ورد فيه.


- إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي لا تملك حدودًا معلنةً أو دستورًا.. وقد
اشترطت الأمم المتحدة
لقبول عضويتها عودة اللاجئين الفلسطينيين وقيام دولة عربية في فلسطين لكنها ضربت بعرض الحائط بكلا الشرطين.


- إنها البلد الوحيد الذي يجعل الدين والأيديولوجيا مبررًا لطرد شعب من أرضه وإحلال كل من يقول بأنه ينتمي للدين
اليهودي مكانه.

كل هذا تحت سمع وبصر ورعاية الإدارة الأمريكية والدول الغربية

ولذلك نعجب من هؤلاء:

الذين ما زالوا يؤملون في الإدارة الأمريكية خيرًا، ويؤملون في خطاب أوباما للعالم الإسلامي من مصر في الرابع من
الشهر القادم، وهذا
الموعد اختير بعناية؛ لأن التواريخ عندهم لها معنى وقيمة؛ حيث إن هذا هو تاريخ هزيمتنا ونكبتنا.

فهذا أوباما يقول في بيان رسمي من البيت الأبيض إن شهر مايو هو شهر الاحتفال بما وصفه بـ(التراث اليهودي
الأمريكي)، ولم نسمع له
كلمة واحدة لإدانة محرقة غزة ولو حتى من قبيل ذر الرماد في العيون.

وتحيةً للشرفاء من إخواننا المسيحيين المتشبثين بالأرض والمدافعين عن العرض والذين استنكروا زيارة البابا بنديكت
السادس عشر لما
يطلق عليه المحرقة اليهودية الهولوكوست ولم يفكر في زيارة المحرقة الصهيونية في غزة.



واستنكروا زيارته لأسرة الأسير الصهيوني الوحيد جلعاد شاليط ولم يفكر في زيارة أسرة واحدة من أسر الأحد عشر
ألف أسير فلسطيني
في سجون الاحتلال.

يقول الشاعر:

أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفـــدا

أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبــــــوة والسؤددا

وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتًا لنا أو صــدى

فجرد حسامك من غمده فليس له بعد أن يغمــــدا

أخي قم إلى قبلة المشرقين لنحمي الكنيسة والمسجدا

وقبل شهيدًا على أرضها دعا باسمها الله واستشهدا

فلسطين يفدي حماك الشباب وجل الفدائي والـمفتـــدى

فلسطين تحميك منا الصدور فإما الحياة وإما الـــــردى




ولذلك نقول للمستسلمين من العرب والمسلمين فلتعقدوا معاهدات الاستسلام ولتفرضوها بالتدليس- والقوة- والتشريعات
الباطلة ولتطبعوا ما
شئتم أن تطبعوا، ولكن فلتبق عقيدة الأمة راسخة في وجدانها- لن يستطيعوا أن ينالوا منها.


- فلتبق ثقتنا في قول ربنا: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ (الإسراء: من الآية 7).

وثقتنا في قول نبينا- صلى الله عليه وسلم- روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقول الحجر والشجر يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله" صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه عقيدتنا التي نوقن ونعتقد فيها أن الأرض المباركة الأقصى وما حوله ستعود مرةً ثانيةً لأحضان
المسلمين وكل ما نتمناه، ويتمناه كل مسلم أن يكون لنا شرف المشاركة والمساهمة في تحقيق وعد الله لنا.


- إن القدس قبلتنا الأولى ومسرى نبينا وثالث الحرمين الشريفين؛ ولذلك فهي عقيدة في قلب أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، ولا يحق
لكائنٍ من كان أن يتنازل عن شبرٍ واحد من أرضها.


وأخيرًا: بارك الله في أستاذنا الكبير جابر قميحة حين خاطب القدس قائلاً:
يا قدسي

لا تيأسي من روح ربي وانهضي واستبشري

فالنصر ليس بطائرات أو بقوة عسكر أو بالخداع وبالمكائد

والعديد الأكثر

النصر يا قدس العروبة باليقين الأطهر

النصر بالإيمان.. والعزم الوثيق

تذكري؛ من ينصر الله القدير على الأعادي

ينصر.

فلنكن للقدس زخرًا بالعمل لا بالكلام..

أولاً: الالتزام بالإسلام قولاً وعملاً في أنفسنا في بيوتنا في معاملاتنا فذلك خير نصرة لفلسطين والقدس.


ثانيًا: فهم قضية فلسطين والقدس الفهم الحق الصحيح بعيدًا عن الفهم المزيف، وأحيلك لكتاب (القدس قضية كل مسلم) للعلامة يوسف
القرضاوي، وكذلك لكتابات ومحاضرات المناضل المهندس محمد عصمت سيف الدولة، ولتقم بنشر هذا الفهم بين أهلك وزملائك وجيرانك،
فبداية العمل الفهم الصحيح.


ثالثًَا: المشاركة في جميع الفعاليات التي يقيمها الوطنيون والمخلصون لوطنهم وأمتهم من أجل فلسطين والقدس.


رابعًا: المساهمة ولو بجزءٍ يسيرٍ من دخلك تضعه في الصناديق المخصصة لدعم أهل فلسطين والأقصى.

واخر دعونا إن الحمد لله رب العالمين

الأقصي فى خطر

الأقصى فى خطر



انشغل المسلمون في الأسابيع السابقة بقضية الأقصى، وثارت تساؤلات خطيرة بين أوساط عموم المسلمين، وكان من أهمها: هل من الممكن


أن يُهدم الأقصى؟ ولماذا يُحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ وهل الوسيلة الفعالة


لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من المحتمل أن تُلقى عليه قنبلة أو يُقذف بدبابة؟ وما المتوقع أن يحدث إذا هُدم الأقصى بالفعل؟

إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود، وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يُحَرِّرَ الأقصى


إن هدم الأقصى عمل له آثار هائلة وضخمة، وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته؛ ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة


التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يُحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم، ويُسَرِّبون إلى الجرائد


والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى؛ كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة؛ لعل من أهمها هدفين:
أما الهدف الأول: فهو تعويد المسلمين على مسألة هدم الأقصى، فكلما طرقت قضية هدم الأقصى مسامع المسلمين تعوَّدوا عليها، وصارت
الكلمة مألوفة وغير مستهجنة، فإذا حدث الهدم الحقيقي للأقصى لم يُحَرِّك ذلك المسلمين بالصورة المطلوبة، وهذا يُشبه التطعيم الذي يقوم به
الأطباء للوقاية من الأمراض، فنحن في التطعيم قد نقوم بحقن الإنسان بميكروب تم إضعافه في المعمل؛ حتى يتعوَّد الجسم عليه، ويتعرَّف
على طبيعته، فإذا حدث يومًا ما أن هاجم الميكروب الحقيقي الجسم، لم يُحْدِث الآثار الخطيرة التي تنتج عادة من هجومه.. فاليهود يقومون
بتطعيم المسلمين بهذه الأخبار المتدرجة عن موضوع هدم الأقصى، فإذا تم الهدم بالفعل بعد عام أو عامين أو عشرة، لم ينزعج المسلمون
الانزعاج المطلوب، ويمرُّ الأمر بسلام على اليهود..

هذا هدف..
أما الهدف الثاني: فهو قياس رد فعل المسلمين عند إثارة القضية؛ فاليهود يخشون

من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يُسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى
وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة
علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم،
وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون.
ولذلك فإن المسلمين جميعًا مطالبون بإظهار ردِّ فعل قوي وبارز، بل ومبالغ فيه؛ حتى يرهب اليهود ويردعهم، ويُؤَجِّل خططهم أو يُفَشِّلها،
وبغير هذا التفاعل فإن فكرة هدم الأقصى ستتزايد في أذهان اليهود، حتى تتحول إلى أمر واقعي نراه جميعًا..
ولعل سائلاً يسأل: ولماذا يريد اليهود هدم الأقصى تحديدًا؟ ولماذا يُهَيِّجُون عليهم أمة الإسلام؟ وهل لا يكفيهم احتلال فلسطين بكاملها، حتى
يفكروا في هدم الأقصى كذلك؟!
إن الحجة المعلنة للعالم أنهم يبحثون عن هيكلهم تحت المسجد الأقصى، وانشغل العالم والمسلمون معهم بتوقع مكان الهيكل، وهل هو موجود
فعلاً تحت المسجد الأقصى، أم إنه موجود تحت مسجد قبة الصخرة، أم إنه موجود على جبل الهيكل، أم غير ذلك من الأماكن التي يطرحها
الباحثون والمحللون.
وواقع الأمر - الذي أقتنع به تمامًا- هو أنه ليس هناك هيكل من الأساس!! فليس هناك أي دليل علمي يُثبت وجود هذه الأسطورة اليهودية،
وليست التوراة المحرفة بدليل؛ فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً، كما إنه من المعلوم أن الأقصى
قديم جدًّا، وأنه بُني بعد الكعبة بأربعين سنة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله : أَيُّ
مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قال: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ". قال ثم أي؟ قال: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى". قال: كم بينهما؟ قال: "أَرْبَعُونَ سَنَةً"[1].
والعلماء يختلفون في بداية بناء الكعبة، ومن ثم الأقصى، ولكنه على كل حال قديم جدًّا، وقد يكون من بناء الملائكة، أو آدم ، أو إبراهيم -عليه
والسلام- ولذا فالأقصى كان موجودًا حتمًا في زمن داود وسليمان -عليهما السلام- وهو دار عبادة للموحدين والمؤمنين، وليس من المعقول
أن يترك داود أو سليمان -عليهما السلام- هذا المكان المقدس ليبنيا مكانًا خلافه لعبادة الله فيه، وأما الحديث الذي رواه النسائي وأحمد وابن
ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقال فيه: إن رسول الله قال: " لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
سَأَلَ اللهَ ثَلاثًا..."[2]. إلى آخر الحديث، فإن هذا الحديث يتحدَّث عن تجديد سليمان لبناء الأقصى، الذي مرَّت سنوات عديدة وطويلة على
بنائه، وهو تصريح من رسول الله أن سليمان بني بيت المقدس ولم يَبْنِ هيكلاً خاصًّا.. وكلام رسولنا مُقَدَّم عندنا على التوراة المحرفة، ومع
ذلك فنحن نعلم أن اليهود لن يُصَدِّقوا بهذا، ولو صدقوه لن يعلنوا هذا التصديق، وتبقى القوة هي العامل الوحيد الذي يحافظ على الحقوق، فنحن
نقول: إنه مسجدنا. وهم يقولون: بل هو هيكلهم. ولا مجال هناك للوثائق التاريخية أو البحوث الأثرية، إنما الأمر في الأساس أمر عقائدي،
وستنجح خطة الأقوى عقيدة في هذا المجال..
ونعود للسؤال: لماذا يريد اليهود هدم الأقصى؛ إذا كانوا يعلمون في حقيقة الأمر أنه لا وجود للهيكل، لا في هذا المكان ولا في غيره؟!
والواقع أن اليهود يعلمون أن الأقصى بالنسبة للمسلمين كالراية بالنسبة للجيش؛ فالراية في الجيوش تُعْطَى لأشجع الشجعان، ولأقوى الأفراد
والقبائل؛ لأن استمرار ارتفاع الراية فيه تحميس وتشجيع للجيش كله، أما سقوط الراية فهو يهزُّ الجيش كله، وليست القضية سقوط جندي من
الجنود له بدائل كثيرة في الجيش، إنما القضية قضية رمز كبير وقع، وإن كان الجيش قَبِلَ بسقوط الراية فهو سيقبل بما هو بعد ذلك في غالب
الأمر، وكذلك الأقصى؛ فلو سقط الأقصى يتوقع اليهود أن تنهار معنويات المسلمين، ومن ثَمَّ يمكن أن تسقط كل مقاومة في فلسطين، بل
وتسقط مقاومة المسلمين للمشروع الصهيوني في كل أنحاء العالم الإسلامي، ولا ننسى أن احتلال المسجد الأقصى في بداية الحروب
الصليبية أدى إلى انهيار معنويات المسلمين لعدة عشرات من السنين، وهذا ما يتوقع اليهود ويسعون في تحقيقه الآن..
والسؤال الذي سيتبادر إلى الذهن مباشرة هو: هل يمكن أن يُهدم الأقصى فعلاً؟


هل يمكن أن يهدم الأقصى؟
والإجابة الصادمة للكثيرين: إنه يمكن أن يُهدم فعلاً، بل إن هذا أمر وارد جدًّا! وليس هذا من قبيل التشاؤم والإحباط، ولكن من قبيل قراءة
الأحداث واستقراء المستقبل، وكذلك لدراسة الوسائل التي تمنع من حدوث هذه الكارثة المهولة..
إننا -أيها الأخوة والأخوات- لسنا في زمان أبرهة.. لقد هاجم أبرهة الكعبة بجيشه؛ فأرسل الله الطير الأبابيل لتحمي البيت الحرام، أما
وضعنا بعد بعثة رسول الله فمختلف؛ فالطير الأبابيل أو الجنود التي يُرسلها رب العالمين - أيًّا كانت هذه الجنود- لن تأتي إلا إذا قَدَّم
المسلمون جهدًا وجهادًا، وبذلاً وعطاءً، ومالاً ونفسًا، وغاليًا ونفيسًا..
إن السُّنَّة الماضية الآن هي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وبغير هذا الشرط لن تتحقق النتائج، وإن تقاعسنا عن
نصرة دين الله ، فإن الكوارث ستحلُّ علينا من كل جانب، وعندها يمكن أن يُهدم الأقصى، ويمكن أن يُطْرَد المسلمون من القدس بكاملها،
ويمكن أن تُصبح القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويمكن أن يطول الاحتلال ويستمر لعشرات سنين أخرى، ولقد هاجم القرامطة الملاحدة
الكعبة بيت الله الحرام في عام 317 هجرية، ونجحوا في سرقة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسلوه إلى عاصمتهم هجر (بالمنطقة الشرقية في
السعودية الآن)، وظل الحجر الأسود مسروقًا لمدة 22 سنة كاملة، حتى سنة 339 هجرية!
إن تَقَاعُسَ المسلمين أدَّى إلى إصابتهم في سويداء قلوبهم، فدُمرت الكعبة، وسُرق الحجر الأسود، وعُطلت شريعة الحج عدة سنوات، وبعدها
في أواخر القرن الخامس الهجري سقط الأقصى في براثن الصليبيين، وتحول إلى إسطبل للخيول، ثم إلى مخزن للغلال، وظل في هذا الأسر
البغيض أكثر من تسعين سنة متصلة..
إذًا وارد جدًّا أن يُهدم الأقصى..
نقولها بكل الألم.. بل إنني أقول: إنه لولا الجُبن الذي اشتهر به اليهود لكان هدمه قد حدث منذ عدة سنوات..
إنني أعلم أن هذا الكلام سيؤلم الجميع، لكنني لا أحب التخدير الفارغ، كما لا أحب الرقود والاستكانة والذل والإحباط.. إنني أقول هذه الكلمات
الصريحة؛ لأَخْلُص إلى بعض النقاط، التي أحسبها في غاية الأهمية للأمة في هذه المرحلة:


صد أما النقطة الأولى: فهي أنه ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بقضية الأقصى؛ فالأقصى، بل والقدس، بل وفلسطين بكاملها، ليست
كلها قيمة فلسطينية فقط، إنما قيمة إسلامية عالية جدًّا، ولا بُدَّ أن يعلم المسلمون جميعًا أن المساس بهذه المقدسات هو مساس بكرامة الأمة
الإسلامية كلها، وأن الله سيسأل الأمة بكاملها رجالاً ونساءً، حكامًا ومحكومين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، عربًا وعجمًا.. سيسألهم جميعًا
عن هذه القضية المحورية في حياة الأمة..
وأما النقطة الثانية: فإننا وإن كنا نعطي هذه القيمة الكبيرة للمسجد الأقصى، إلا أن هناك قيمة أعلى لا بُدَّ أن نثور للمساس بها، ولتكن ثورتنا
هذه أعظم من ثورتنا للمسجد الأقصى، وهذه القيمة هي أرواح المسلمين التي تُزهق في فلسطين صباح مساء!
إن الدماء التي تسيل بغزارة في أرض فلسطين لهي أغلى عند الله وأثمن من المسجد الأقصى، بل ومن المسجد الحرام! وليس هذا كلامي إنما
كلام رسول الله ومن بعده


الصحابة الكرام.. فقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: رأيت رسول الله يطوف بالكعبة، ويقول: "مَا أَطْيَبَكِ
واطيب رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ
خَيْرًا[3] . ونفس الكلام نُقل من كلام عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- نفسه[4]، فلا يجوز لنا إذًا أن نهتزَّ لحفر الأنفاق تحت الأقصى
فقط، ولكن يجب أن يكون اهتزازنا أشدَّ وأقوى إذا رأينا أكثر من 360 مسلمًا يموتون في غزة من سنة 2007م إلى الآن من جرَّاء الحصار،
والآلاف يموتون في قصف غزة في حربها الأخيرة، بل يجب أن يكون ردُّ فعلنا شديدًا ومهولاً إذا أُزهقت رُوح واحدة بريئة في أرض
فلسطين، أو في غيرها من بقاع العالم، ولا أدري كيف يطيب لنا عيش، وكيف نستمتع بطعام وشراب، وكيف يغلبنا النعاس، ونحن نسمع
ونشاهد ما يجري لإخواننا وأخواتنا وأبناء عقيدتنا، وهم يُطحنون بالآلة اليهودية المجرمة..
يقول رسول الله فيما يرويه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ
عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"[5].
فلا بُدَّ لنا أن نعي وزن الأمور بميزان الإسلام، وبمعايير رسول الله ، وعندها ستتضح لنا الرؤية، وتظهر لنا الحقائق..
والنقطة الثالثة: التي أودُّ الإشارة إليها، هي أنه مهما ساءت الأوضاع، وأظلمت الدنيا فإن العاقبة في النهاية للمتقين، وسيأتي زمان يعود فيه
الأقصى حرًّا للمسلمين، بل ستعود فلسطين بكاملها بإذن الله.. لا نَشُكُّ في ذلك قيد أنملة، بل إننا نرى أن الشك في هذا الأمر خطيئة لا تغتفر،
فالله يقول في كتابه: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}
[الحج: 15]. إن الشك في نصر الله شكٌّ في قدرة الله، وهو خلل عقائدي غير مقبول من مؤمن، ولا نتوقعه من صالح..
أما النقطة الرابعة والأخيرة في هذا المقال: فهي أن الكرة في ملعب المسلمين، وليست أبدًا في ملعب اليهود؛ فالذي يؤثِّر في الأحداث ويُسَيِّرها
ليس الجبروت اليهودي ولا القوة الصهيونية، إنما العامل الرئيس والأساس يعود إلى المسلمين أنفسهم، فنحن لا نُهزم بقوتهم ولكن بضعفنا،
ولو عدنا إلى الله عودة كاملة لنصرنا الله نصرًا مؤزَّرًا، ولرأينا أضعاف أضعاف ما نتمنى من انتصارات ونجاحات، ولانتهى الكابوس
اليهودي، الذي أزعجنا في هذه السنوات السابقة..
ولست أعني بالعودة إلى الله اللجوء إلى المساجد فقط، أو الاعتماد على الدعاء وكفى، أو حتى الجهاد بالمال ومقاطعة البضائع اليهودية
والأمريكية، إنما أقصد عقيدة سليمة، وأخلاقًا حميدة، ونية صادقة، وعملاً صالحًا، وعلمًا نافعًا، وجهادًا مستمرًا، ووحدة لا شقاق فيها، وأملاً
لا يأس فيه.
إن الأقصى لا يُحَرَّر بقوم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، إنما يُحَرَّر بقوم باعوا دنياهم، واشتروا الجنة، وأعرضوا عن رضا الناس،
وبحثوا عن رضا الله، وتركوا مباهج الدنيا، وتمسكوا بالقرآن والسُّنَّة، وهؤلاء لا يخلو منهم -بإذن الله- زمن من الأزمان، فأبشروا أيها
المؤمنون، فإن نصر الله قريب، ودين الله غالب، ولو كره المشركون.
ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

أرفعوا الحصار عن غزة الصامدة


يتابع الإخوان المسلمون بقلق شديد وانزعاج كبير استمرار الحصار الظالم على قطاع غزة ,
بعد عام كامل من العدوان
الصهيوني البربري الوحشي الذي وقع عليهم بكل أنواع الأسلحة المحرمة ,
وبمساندة أمريكا وحلف الأطلنطي , وسط
صمت كل الحكومات والأنظمة العربية , وعلى رغم من صدور قرارات من جهات دولية
عديدة كالأمم المتحدة ومنظمة
المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية , بضرورة فك الحصار عن غزة
على الرغم من ذالك مازال الحصار الظالم
الغاشم مستمرا.
وألان -- ومع كل الأسف يشتد الحصار بمساهمة مصر, ما يؤدى إلى زيادة المعاناة لأبناء فلسطين,
ويجرى بناء جدار
فولا زى عازل على الحدود المصرية / الفلسطينية , ويتم بناؤه تحت حجج واهية
كلها باطلة ,وبدعوة أن هذا الجدار من
أجل الأمن القومي المصري .
إن المحافظة على الأمن القومي المصري تتطلب الوقوف أمام التهديدات الصهيونية ,
والعمل على مساندة ودعم الشعب
الفلسطيني في مواقفه ورفع الحصار الواقع عليهم
صحيح أن مصر حرة لها حق السيادة على بلدها , ولكن ليست حرة في المساعدة
على قتل قومها وإخوانها وجبرنها من
الفلسطينيون ,لا يجوز لها عربيا بحكم القومية العربية ,ولا يجوز لها إسلاميا
بمقتضي الإخوة الإسلامية , ولا يجوز لها
هذا إنسانيا بموجب الإخوة الإنسانية .
إن الواجب الشرعي والقومي والإنساني والقانوني يفرض علينا
أن نهب لنصرة إخواننا المستضافين
المحاصرين ,فقضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين جميعا ,
والقدس من أقدس البقاع لدينا , والمليون ونصف
الذين يعيشون في غزة أخوننا , وهم بشر يحرم حصارهم وإيذاؤهم فضلا
عن تجويعهم وخنقهم , وخصوصا بعد التدمير
الرهيب الذي لحق بالقطاع نتيجة الحرب الجائرة التي شنها عليهم
الصهاينة في العام المنصرم ,وتركهم يبحثون عن
المأوي والعلاج والطعام , وقد سبق إن صرح رئيس الجمهورية
أنة لن يسمح بتجويع أهل غزة .
وإنما لجأ أهل غزة إلى هذه الإنفاق ليستطيعوا منها أن يجدوا بعض البديل
عن المعبر المغلق في معظم الأيام حتى أمام
قوافل الإغاثة الإنسانية , فإذا منعوا من هذى الإنفاق فمعنى هذا
إن مصر تقول لهم : موتوا لنحيا إسرائيل .
وقد أفتى كثير من علماء المسلمين بحرمة إقامة هذا الجدار القاتل :
وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوى .
وقد آن الأوان أن نرفض أملاءات الأمريكان والصهاينة ،
وأن ننهض بواجباتنا ، وأن نتقى الله في هذه القضية ، وفى
أرواح وحياة إخواننا في غزة ، بل في الأمن القومي المصري ،
فإننا والشعب الفلسطيني شعب واحد ، ديننا واحد
ومصيرنا واحد وعدونا واحد ، ومثل هذه الإجراءات تمهد الطريق أمام الصهاينة ،
وتفتح شهيتهم للسير في تحقيق
مشروعهم القومي التوسعي العنصري الاستيطاني .
لذلك فإننا نطلب إيقاف تنفيذ الجدار القاتل حتى لا نشارك في هذه
الجريمة ، فضلا عن مطلب الأمة الدائم بحتمية فتح معبر
رفح بصفة دائمة كنقطة حدودية طبيعية ، وفى هذا إنهاء
لمشاكل التهريب وغيرها .
قال تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة:
من الآية2) .

عدد الزوار