عندما قرأتُ وسمعت نبأ إعلان منح الرئيس الأمريكي باراك حسين أوبا ما، جائزة نوبل للسلام لعام 2009، في شهر تشرين الأول
(أكتوبر) الماضي، لجهوده الاستثنائية في تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب؛ كما جاء ذلك في أسباب منح تلك الجائزة من
لجنة نوبل المنظمة لتلك الجائزة، في العاصمة النرويجية أوسلو.
ولسبب بسيط هو أن العالم الغربي، أصبح منافقاً للأسف الشديد، و منحازاً للظالم على حساب المظلوم، والقضية الفلسطينية والصراع
العربي مع الحمل المدلل للغرب وأمريكا 'إسرائيل'، خير دليل على ذلك، فهي أي الدولة العبرية فوق كل القوانين الإنسانية وقرارات الشرعية
الدولية.
ولا نعرف ماهي الجهود التي استحق الرئيس أوباما عليها جائزة نوبل للسلام، وإستراتيجيته بشأن السلام في الشرق الأوسط، لازالت تواجه
بالرفض الإسرائيلي لها، ومجاهرة اليمين الإسرائيلي المتطرف بأنها غير ملزمة للإسرائيليين، أو الحكومة الإسرائيلية، بل لا نبالغ إذا قلنا
أن الحكومة الإسرائيلية قد قتلتها، وهي لا تزال في مهدها كـ مبادرة أمريكية للسلام، حينما حملها المبعوث الأمريكي للسلام إلى الشرق
الأوسط السيد جورج ميتشل، في شهر نيسان- أبريل الماضي، إلى تل أبيب، واعتبرت على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور
ليبرمان، بأنها تدخل خارجي في السياسة الإسرائيلية.
تسليم أوباما جائزة نوبل للسلام يوم الخميس الماضي، في مراسيم أقيمت بالعاصمة النرويجية أوسلو(البلد المانح لها)، وهي عبارة عن
ميدالية ذهبية عيار 18 قيراطاً، وشيك بمبلغ 10 ملايين كرويه سويدية، ما يعادل قرابة 1,42 مليون دولار.
يعد خطأ فادحاً بحق اللجنة المنظمة لهذه الجائزة، والمكونة من خمسة أعضاء، كان قد أمتنع ثلاثة منهم عن التصويت على منح أوباما
الجائزة، ولم يوافقوا إلا بعد ضغوط شديدة، ومعرفتهم بأن أوباما قادم لتسلمها، عقب إخباره بذلك.
نقول خطأً فادحاً لأن الرئيس باراك أوباما لم يقم بأي عملٍ تجاه تحريك عملية السلام في المنطقة العربية (الشرق الأوسط)، أو العالم برمته،
ناهيك عن اتخاذه لقرار قبل أيام يقضي بإرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة الإسلامي
في أفغانستان. وكذلك خوض بلاده حرباً دموية غير مبررة على العراق العربي، عام 2003، وقتلت مليوني عراقي، وشردت ستة ملايين
آخرين. هذا إذا قمنا بذر الرماد على العيون، وقلنا بأن الولايات المتحدة ليست أكبر دولة نووية؛ استخدمت سلاحها الفتاك، المحرم دولياً ضد
العراقيين المدنيين العزل، والأهداف المدنية(القنابل الفسفورية النيترونية الصفراء الحارقة)، التي سحقت عظام الأطفال العراقيين دون
رحمة، في حربها ضد نظام البعث وصدام قبل ستة أعوام. ويريد الرئيس أوباما أن يضحك على عقول السذج من العرب بقوله في خطاب
تكريمه بانوبل' أن آليات الحرب ضرورية في بعض الأحيان، وخوضنا الحرب لا يعني عدم التزامنا بالأخلاقيات والقيم، وأن السلام هو
ممارسة حرية العبادة والتعبير من دون خوف.' ولم نسمع منه أي ردة فعل حول موافقة غالبية السويسريين، وفي استفتاء عام على منع بناء
المآذن الإسلامية في بلادهم. على الرغم أن عدد المساجد التي لها مآذن في سويسرا لا يتجاوز أربعة، من بين 160 مسجداً؛ وكذلك قرار
حزب الحرية اليميني المتطرف الهولندي، الذي طالب الحكومة الهولندية بإجراء استفتاء على حظر بناء المآذن في المساجد في هولندا، على
غرار الاستفتاء الذي أجرته سويسرا نهاية الشهر الماضي، وبل وذهب زعيم ذلك الحزب إلى ما هو أبعد من ذلك، ودعا إلى حظر القرآن
الكريم أيضاً، وأوباما يقول لنا حرية عبادة، ولا ندري كيف حرية العبادة تلك؟ وأوروبا تشهد تطرفاً غير مسبوق تجاه الدين الإسلامي
ورموزه الدينية ومقدساته كالمساجد والمآذن، ولن نستبعد حتى منع الآذان ولو بصوت منخفض. الرئيس أوباما باعتقادنا لا يستحق جائزة
نوبل
أوباما حتى في استطلاعات للرأي أظهرت أنه لا يستحق جائزة نوبل، وأظهر استطلاع للرأي أن نحو 33.5 في المئة من النرويجيين
يعتقدون ان الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين باراك اوباما لا يستحق جائزة نوبل. وفي الولايات المتحدة اظهر استطلاع أجرته جامعة
كوينيبياك شمل 2313 ناخبا مسجلا ونشر الثلاثاء أن نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون ان أوباما لا يستحق الجائزة بلغت 66'.
نشعر بالأسى والحسرة، أن تمنح جائزة نوبل لهذا العام للرئيس الأمريكي باراك أوباما، على أقواله فقط، لا أفعاله، وهي التي كانت تمنح
سابقاً على الأفعال تجاه السلام والبيئة العالمية، لا الأقوال.
هناك تعليق واحد:
لا حول ولا قوة الا بالله بيمنح جائزة نوبل للسلام على اقوال والافعال تنافى الاقوال انها لمفارقات شاسعه اصبحنا فى زمن انقلبت فيه الموازين اى ضمير هذا الذى لا يسمع ولا يرى !!!!!!
إرسال تعليق