لبيك يا أقصى



لبيك يا أقصى ، يا مسرى رسول الله صلى الله علية وسلم .



لبيك يا أقصى ، يا أولى القبلتين وثالث الحرمين .



لبيك يا أقصى ، سمعت أناتك وآهاتك وسمعت نحيبك . رايتك تنزف دماً على فقد حبيبك ؛ الفاروق



ــ عمر ــ الذي لو كان بين ظهرانينا ؛ لغير وجه الأرض وملأها عدلا وقسطاً وبراً .



نعم يا أقصى ، أبكى بكائك وأنتحب لحالك ، ويقشعر بدني لما نزل بأحبابك .



سالت دماؤهم ، وهانت أعراضهم ، وانتهكت حرماتهم ، وضاعت هيبتهم ، وفقدوا عزتهم ،



وسلبت حريتهم ، ونهشت كرامتهم ، واغتصبت دولتهم ، و أضحوا فريسة سائغة لأبناء


القردة و



والخنازير ، بينما حكام المسلمين وسلاطينهم يغطون في ثبات عميق ، ونوم سحيق ، شهيقهم ترف



بلا حدود ، وزفيرهم شجب ووعود ، أجساد هاوية , وعقول خاوية ، وعزائم بالية ، ونفوس



بالذل راضية ,



يا صلاح الدين، قم وأسرع الخطى إلى مسرى رسول الله صلى الله علية وسلم ، إلى القدس ، إلى




فلسطين ، شد أزر المجاهدين ، وأشدد على يد أهل فلسطين ، ألم تسمع للأقصى أنين ؟! قم وانفض




عنك غبار السنين . دع قبرك لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو. يخلدون فيه للراحة , فهو لهم جنة





وراحة . فأنت الزعيم , وأنت الأمين , وأنت القائد الشاهد , وأنت التقى , وأنت العابد.




أمة صارت بلا حاكم , يزود عن حياضها ويردع كل ظالم .





قم يا صلاح الدين ، هانت الأمة وزادت الغمة . ولم تنقشع الظلمة . فالكرب زاد . والهم





عاد . والغم ساد . وأصحاب العروش وإن صدقت قل : " أصحاب الكروش غدوا للحق والعدل نعوش





وغدت الرعونة واضحة جلية بلا رتوش "




مؤتمر يتلو مؤتمر , والجبن منهم انهمر . والذل فاض وغمر . والشجب كسيل المطر .




قم يا صلاح الدين , قم فالأقصى أسير , والآمر خطير , والشجب كثير , والفعل حقير .




سالت الدماء الذكية , وهوت أبدان تقية , وغابت ضمائر نقية , واستشهدت أنفس أبية .



ليتك كنت نائما يا صلاح الدين , فيوقظك صراخ الثكلى ونحيب اليتامى ويفزعك عويل الأرامل .



قم يا صلاح الدين ، قم وانظر ما حل بنا ؛ أمة ضاعت ، وعروش باعت ، وفضائح ذاعت ،




وأسرار شاعت ، وبطون جاعت ، وقلوب راعت .




قم يا صلاح الدين , قم كل عام يوقظونك . أيطلب الأحياء من الأموات معونة ؟!



هل ذلت الأسد فينا وأسلمتنا عداها



سلام عليك يا صلاح الدين . سلام عليك يا سليل المجاهدين . سلام عليك حتى نلقى رسولنا محمد رسول



الله رب العالمين إمام



المجاهدين , وقائد الغر المحجلين . نلقاه غير مبدلين . ولا مغيرين, ولا مفرطين , وعلى هدية



سائرين , اللهم آمين .


ليست هناك تعليقات:

عدد الزوار