تجديد الدعوة






تجديد الدعوة


أن من أسباب حزني وألمي ما تتعرض له كرامتنا العربية ..وإن ما يحدث لنا الآن من مذلة


ومهانة لم يسبق أن تعرضنا له كعرب أو مسلمين عبر التاريخ القديم والحديث.. وهذا أول دليل على


أن العيب ليس في الآمة في ذاتها ..ولكن في أشخاص قائمين على شعوبهم -- يتحكمون في مصائر هذه


الشعوب ..ومما دعاني لأن أذكر ذلك ما يحدث لنا ..ويا ليت السوء يصيبنا نحن فقط .. بل أصابنا


في صميم شعورنا .. أصابنا في قدوتنا دون أن نستطيع عمل شيء سوى الشجب والاستنكار ..


الكلمتان اللتان جعلتا الإنسان يكرههما للتكرار في كل موقف يهتك شعورنا ويفتك به ..أوذينا


في رسولنا وقدوتنا الحسنة أوذينا في إحساسنا ورايتنا التي أخرجت من قبل الناس من الظلمات إلى


النور لم نستطع إلا أن نشجب ونزعل ونلقى الإشعار الحزينة وخير دليل على ما يحصل الآن في فلسطين


وحركة حماس وتجويع شعبة الأعزل والقضاء على المقاومة الإسلامية على ارض الإسراء المباركة وأخيرا


حصاره بالجدار الفولاذي .. الأمر الذي لا أستطيع أن أتكلم عنه أكثر من ذلك سوى أملي أن


تتوحد الشعوب العربية وكمن به ذرة من شرف وكرامة لمقاطعة المنتجات الدخيلة الصهيونية


والأمريكية ومساعدة أهلنا في فلسطين وليس تبرعاً لهم بل هو حق من حقوق الإخوة في الله


رسالة إلي أخي الذي أبعدته الظروف القاهرة


أخي الحبيب القريب الوفي الصابر المحتسب



ربما تباعدت أجسادنا ولكن قلوبنا متقاربة موصولة بحبل الإيمان بالله تعالى، قد تطول الأيام وتمر

دون لقائنا ولكنه رغم هذا البعاد فقريبا ما سيأتي اللقاء.. أن الشوق يحرق قلبي والألم يكوى

نفسي ولكن عزائي أننا سنحقق غايتنا وننصر ديننا


أخي ..
هون عليك فما فعلوه بك وبرفاقك لن يخيفنا ومهما فعلوا هل سيغيرون من فكرنا أو

يزعزعون إيماننا ؟ كلا فليست هذه سماتنا ..إننا جيل قد تربى على التضحية والثبات والإيمان


واليقين فهيهات .. هيهات أن يبلغوا مرادهم الخبيث.


إننا نعلم أن الابتلاء من سنن الله في خلقه ونعلم كذالك أن التمحيص هو الطريق الممهد للنصر..


ولكننا لم نكن نعلم أن هناك من يحملون صفة الإسلام واسم الرسول (ص) وهم يكنون كل هذا القدر


من البغض والكراهية لدعوة الله تعالى.. أن ظالمينا قد تناسوا أن الله لا يغفل ولا ينام فظنوا


أنهم إذ يعصبون العيون ويغلقون السجون لن يفضحهم الله ولكن
(
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ


الْمَاكِرِينَ) الأنفال30


أخي ..
إن الله يمد الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته إنني أشفق على هؤلاء مما سيفعله الله عز وجل بهم


وأتساءل كيف سيقفون بين يديه بعد أن باعوا أخراهم لحساب غيرهم ولم يربحوا دنياهم
{
وَلاَ تَحْسَبَنَّ


اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42
.. أما نحن ففي


رحمة الله وعنايته لأننا مظلومون مجردون من كل وسائل الدفاع ولكن ما الذي يخيفنا هل ارتكبنا


جرما؟ هل يؤلمنا أننا مظلومون؟ كلا إن الظالمين أحق بالخوف والألم
{ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن


كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ؟ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82



أخي ..
أن الضربة التي لا تقصم ظهورنا تقوينا وكل ما مر وكل ما سيجيء إن شاء الله لن يفت في


عضدنا ولن يغير من إيماننا بالأمل في التغيير لغد أفضل ومستقبل مشرق لامتنا ولئن حاول الظالمون


إخماد صحوتنا وإخراس أصواتنا فهم لن ينجحوا بإذن الله.


أخي..
سيذكر التاريخ أننا قلنا للظالمين وللفساد لا .. وقمنا نؤدي واجباتنا تجاه ديننا


أما من ظلمونا فلن يكون مكانهم إلا قمامة التاريخ ولقد صح عزمنا ووضح سبيلنا فليفعلوا ما


يريدون والله عز وجل راعينا وسننتظر وعده
{
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ


الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51


وسننتظر وعيده للظالمين {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }الشعراء227


أما أمهاتنا وإباؤنا وأولادنا وأهلونا جميعاً.. فلسنا رازقي أنفسنا حتى نرزقهم .ولسنا نحمى


أنفسنا حتى نحميهم
{إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ }الأعراف196


أخي ..
لن تسقط الراية .. ولن يقدر الظالمون على إذلالنا فنحن أعزة بطاعة الله


وأخيرا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200




ليست هناك تعليقات:

عدد الزوار